ثانياً : الأنظمة الإقتصادية الثانوية :
1 – نظام الطوائف :
يتسم
باعتماده على تنظيمات مهنية تسمى بالطوائف و تضم كل العاملين في المهنة .
طبق هذا
النظام في مراحل تاريخية معينة تميزت بسيطرة سلطة ديكتاتورية مثل ما حدث في النظام
النازي بألمانيا .
وكان نتيجة
للأزمات التي عرفتها الدول الرأسمالية بين الحربين و التناقضات الداخلية للنظام
الرأسمالي .
أما خصائصه
فهي :
أ – من
ناحية الدوافع : فالهدف الأساسي هو خلق انسجام بين الطبقات التي تكون المجتمع و
جمع رأس المال و العمل في حركة واحدة لرفع المستوى الإقتصادي .
بـ - من الناحية
القانونية : يعتمد على الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج على أساس خضوع هذه الملكية
للقوانين و المواثيق التي تضعها الطوائف .
جـ - من
الناحية التقنية : اعتمدت على تقنية متقدمة لأنها بنيت على أساس النظام الرأسمالي
.
2 – النظام التعاوني :
النظام
التعاوني هامشي لأن تطبيقه جزئياً فقط فهو يتعايش مع أنظمة سياسية أو داخلها .
فالقطاع
التعاوني بالنظام الرأسمالي يظهر من خلال مشاركة المنتجين أو المستهلكين في عملية
الإنتاج أو عملية الإستهلاك . و يخضع القطاع التعاوني في آخر الأمر إلى قواعد
النظام الرأسمالي السائد و إلى تأثير السوق .
أما في
النظام الإشتراكي فيسود أساساً في قطاع الزراعة , و يخضع إلى الخطة الإقتصادية
العامة للدولة .
التصنيف
الثاني :
وهو الذي
أخذت به الماركسية و يقوم على طبيعة الملكية لعناصر الإنتاج .
يرتكز
الإسلوب الفلسفي لهذا التصنيف على مقولة : (التشكيلة الإجتماعية الإقتصادية ) التي
تتألف من ثلاثة عناصر :
اسلوب
الإنتاج – البنيان التحتي – البنيان الفوقي
أ – اسلوب الإنتاج :
و يتألف من
جانبين :
القوى المنتجة : هي تعبير عن علاقة الإنسان
بالطبيعة و تطور درجة وعيه لها و سيادته عليها.
علاقات الإنتاج : تعبر عن العلاقات التي تنشأ
بين الناس من جراء قيامهم بالعمل للحصول على
الخيرات
المادية في مجرى تعاملهم مع الطبيعة .
إن علاقات
الإنتاج التي تقوم بين الناس إما علاقات سياسة و خضوع و إما علاقات تعاون و مشاركة
.
أما المعيار
المحدد لطبيعة علاقات الإنتاج فتراه الماركسية في شكل ملكية أدوات و وسائل الإنتاج
فإذا كانت مملوكة من قبل فئة معينة فستنشأ علاقات ذات طابع طبقي . أما إذا كانت
مملوكة من قبل كافة أفراد المجتمع فستنشأ علاقات تعاون ومشاركة .
و ترى
الماركسية أن مستوى تطور أدوات و وسائل الإنتاج يحدد طبيعة العلاقات الإنتاجية .
و ترى أيضاً
أن هناك وحدة و تلازم بين القوى المنتجة و علاقات الإنتاج و تتجلى هذه الوحدة في
اسلوب الإنتاج .
القوى
المنتجة تتميز بديناميكية و سرعة حركتها بالمقارنة مع حركة تطور علاقات الإنتاج ,
الأمر الذي يجعل تطور القوى المنتجة يسبق تطور علاقات الإنتاج و يتحول التوافق
بينهما إلى تناقض .
و عندما
يبلغ تطور القوى المنتجة مستوى كبيراً جداً يزداد التناقض و تصبح علاقات الإنتاج
عائقا أمام استمرار تطور القوى المنتجة , الأمر الذي يؤدي إلى انهيار اسوب الإنتاج
.
بـ - البنيان التحتي و البنيان الفوقي :
البنيان
التحتي : مجموعة علاقات الإنتاج القائمة على شكل الملكية وما يتولد عنها من علاقات
بين الناس في عمليات الإنتاج و التبادل و التوزيع . اذاً مضمون البنيان التحتي هو
البنية الاقتصادية التي تحدد الصفة النوعية لكل تشكيلة اجتماعية اقتصادية .
البنيان
الفوقي : مجموعة الظواهر و التطورات الإجتماعية و السياسية و القانونية و الفكرية
و الدينية و الفلسفية و غيرها أو ما يشكل مجموعة الخصائص الروحية و الاجتماعية أو
الضمير الإجتماعي للتشكيلة .
إن لكل
تشكيلة اجتماعية – اقتصادية قاعدة خاصة بها هي البنية الإقتصادية و بناءً فوقياً
يتلائم معها و يتصل بها بصورة وثيقة و يحدد الخصائص الإجتماعية و الروحية لها .
المبحث الرابع : المشكلة الاقتصادية
المورد أو
المال الإقتصادي : هو الشيء القابل لتلبية حاجة انسانية سواء بشكل مباشر أو غير
مباشر شريطة ألا يكون حراً .
الحاجة
الإنسانية : هي الرغبة في الحصول على شيء معين تلبية لشعور معين .
المشكلة
الإقتصادية (مهم): هي معضلة التوفيق "الموازنة" بين الموارد الإقتصادية
المحدودة و الحاجات الإنسانية غير المحدودة .
الندرة : هي
صفة المحدودية التي تتصف بها الموارد الإقتصادية .
خصائص المشكلة الإقتصادية :
1 ) المشكلة
الإقتصادية نسبية :
و تبدو
النسبية في العلاقة بين الموارد و الحاجات , ليس فقط من حيث كمياتها مطلقة , إذ قد
يكون الحجم المتوفر من مورد ما كبيراً جداً , ومع ذلك يعتبر هذا المورد نادراً ,
ذلك لأن الحاجة إليه تفوق ما ينتج منه رغم ضخامته .
كما تبدو
نسبية المشكلة الإقتصادية لدى المقارنة بين المجتمعات فعلى الرغم من وجود المشكلة
الإقتصادية بالنسبة لجميع المجتمعات على اختلاف أنظمتها و درجات تطورها , إلا أن
درجة حدتها و القدرة على مواجهتها تختلف من مجتمع لآخر .
فالمشكلة
الإقتصادية أكثر حدة في الدول النامية و ذلك بسبب :
الموارد فيها ضئيلة أو إن ما يستفاد منها في
إشباع الحاجات ضئيل . وغالباً ما لا يكفي
ذلك الإنتاج
ما يلزم لإشباع الحاجات الأساسية .
تزايد الحاجات الأُخرى نتيجة اتصال أبنائها
بالمجتمعات المتقدمة و محاولتهم محاكاة
أنماطها
الإستهلاكية .
لا تستطيع أن تحشد قدراً كافياً منها للإستثمار
لبناء طاقة انتاجية ضرورية لتنميتها وذلك
بسبب ضئالة
مواردها .
أما
المجتمعات المتقدمة فالموارد الإقتصادية فيها و إن كانت لا تكفي لإشباع جميع
الحاجات إلا أنها كافية على الأقل لإشباع الحاجات الأساسية بالإضافة إلى أن الحجم
الكبير نسبياً من الموارد المتوفرة فيها يسمح بحشد قدر أكبر للإستثمار و تحقيق
معدل أكبر للتنمية .
2 )
الإختيار و التضحية :
إن مشكلة
الندرة تحتم ضرورة التضحية ببعض الحاجات من أجل إشباع البعض الآخر .
الإختيار : هو تلك
العملية التي تتم من خلالها المفاضلة بين الحاجات التي قرر الفرد و المجتمع
إشباعها و بين الموارد الإقتصادية التي يمكن الحصول عليها لإشباع الحاجات المفضلة
.
و عملية
الإختيار ليست عفوية و إنما ينبغي أن تجري وفق متطلبات (المنطق الإقتصادي) .
الذي يقضي
أن يتم إشباع أكبر قدر ممكن من الحاجات بأقل قدر ممكن من الموارد الإقتصادية
3 ) المشكلة
الإقتصادية مركبة :
أي إن
المشكلة الإقتصادية تتألف من عدد من المشاكل تظهر عند التصدي لها :
المشكلة
الأولى : وهي مشكلة فنية تنحدر من الموارد غالباً مالا تصلح – في
صورتها الأولى- لإشباع الحاجات .
و تجد هذه
المشكلة حلها في إلتجاء الإنسان إلى تحوير الموارد الطبيعية ليخلق فيها المنفعة .
عملية
التحوير تقتضي صراعاً بين الإنسان و الطبيعة تحكمه قوانين طبيعية ثابتة و عامة و
أوضاع فنية تختلف تبعاً للزمان و المكان و تحدد هذه القوانين و الأوضاع الفنية
بالفن الإنتاجي أو (بالتكنولوجيا).
إن عملية
التحوير لما هو موجود في الطبيعة من موارد وجعله صالحاً لإشباع الحاجات يطلق عليها
( الانتاج ) .
المشكلة
الثانية : هي مشكلة توزيع المنتجات على المستهلكين وضرورة اختيار
القواعد التي تكفل هذا التوزيع وهو ما يثير أيضاً مشكلة اختيار نوع النظام
الإجتماعي و الإقتصادي .
المشكلة
الثالثة : هي مشكلة توزيع الموارد , فهي مزدوجة لأنها تشمل توزيع الموارد على فروع
الإنتاج و بالتالي تحديد حجم كل فرع من فروع الإنتاج وما يستغل من موارد من جهة .
وتشمل توزيع المنتجات على الحاجات و بالتالي تحديد الحاجات التي تشبع و الحاجات
التي تحرم من الإشباع من جهة أُخرى .
عناصر
المشكلة الإقتصادية :
عنصرين :
الحاجات الإقتصادية و الموارد الإقتصادية .
الحاجة بالمفهوم الإقتصادي : هي الرغبة في الحصول على شيء معين بصرف النظر
عما إذا كان هذا الشيء ضاراً أو ممنوعاً من الوجهة الصحية أو الأخلاقية .
هذا يعني أن الحاجة أساساً حالة نفسية يشعر الفرد بمقتضاها بميل نحو شيء ما
من أجل القضاء على إحساس الألم و لكي ينقلب إلى حاجة اقتصادية لابد من توفر شروط
معينة .
فالذي يفرق الحاجة الإقتصادية عن الحاجة غير الإقتصادية ليست الرغبة أو
الميل , إذ إنهما متوافران في كليهما , بل هي طبيعة وسيلة إشباع الحاجة , أي طبيعة
موضوع الحاجة .
لكن الحاجة لا تثير أي إهتمام إذا لم يكن صاحب الحاجة قادراً على الحصول
على المال الاقتصادي , أي أن تترجم الحاجة إلى طلب حقيقي على المال الإقتصادي .
تعريف الحاجة الإقتصادية : - مهم – هي شعور شخصي بالرغبة في الحصول على مال
إقتصادي مع توافر إمكانية تحقيق هذه الرغبة .
خصائص الحاجة الإقتصادية :
1 )) تعددها و صعوبة حصرها : من العسير جداً حصر حاجات الأفراد فكلما تطورت
البشرية كلما زادت حاجات الإنسان معها .
2 )) نسبية الحاجة : إن حاجات الإنسان في الوقت الحاضر لا تمثل جميعها
انعكاسات لضرورات حيوية بقدر ما هي تعبير عن أوضاع تحكمها ظروف الزمان و المكان .
3 )) قابلية الحاجة للإشباع : إي إن قدراً معيناً من الأموال الإقتصادية
يكفي لإشباعها .
4 )) قابلية الحاجة للإنقسام :
أي إن الاحاجة قابلة للإشباع الكلي أو الجزئي , وهذا يعني أنه كلما تلقت
الحاجة قدراً من الإشباع خفت حدتها .
قابلية الأموال ( الموارد ) للإنقسام هي التي تسمح بتصور انقسام الحاجة أما
سبب انقسام الحاجة فيعود إلى طبيعة الإنسان .
5 )) قابلية الحاجة للإستبدال :
تتوقف قابلية الحلول بين الحاجات على مقدار التقارب بينها .
الإحلال قد يكون كاملاً أو جزئياً و يتوقف ذلك على تقدير صاحب الحاجة .
تصنيف الحاجات الإقتصادية :
_ تصنيف الحاجات من الوجهة
التاريخية :A
الحاجات الأولية (الحاجات
البيولوجية) : هي الحاجات التي تتولد مع الإنسان اللازمة لحفظ ï
وجوده كالغذاء و الكساء و السكن .
الحاجات الحضارية : هي الحاجات
التي تنشأ مع تطور الإنسان وتطور الوسط الذي يعيش فيه ,ï
كالحاجة إلى التعليم .
_ تصنيف الحاجات من حيث طبيعتها :
الحاجة المادية : كالحاجة إلى المسكن و الغذاء .
الحاجة
غير المادية : كالحاجة إلى التعليم و ..
المورد هو كل ما يصلح لإشباع الحاجات الإنسانية .
الموارد الحرة : هي الموارد التي تكون متوفرة
بصورة تفيض عن الحاجة كالهواء و أشعة الشمس ولا تدخل ضمن مفهوم المورد الإقتصادي .
معيار التفريق بين المورد الإقتصادي و المورد غير
الإقتصادي : هو معيار الندرة
أي الندرة النسبية وهي محدودية الموارد بالنسبة
لكل الحاجات التي يمكن أن يصلح لإشباعها و يؤكد الإقتصاديون على ندرة المورد
بالسعر الذي يدفع مقابل الحصول عليه .
المورد الإقتصادي : هو كل مورد له سعر مهما كان
السعر ضئيلاً .
المورد الإقتصادي : هو كل جهد أو شيء يمكن
استعماله من أجل خلق الموارد الإقتصادية القابلة لإشباع الحاجات .
تصنيف
الموارد الإقتصادية :
1 )) الموارد الطبيعية : ويرمز لها بتعبير "
الأرض " وتشمل كل ما تحتويه الطبيعة و يمكن استعماله في إنتاج الأموال
الإقتصادية سواءً أكان تحت الأرض أم على سطحها أو في أجوائها .
2 )) الموارد البشرية : وتتألف من القدرات
الإنسانية التوفرة في المجتمع و يمكن استعمالها في عملية انتاج الأموال الإقتصادية
و تقسم إلى قسمين :
أ – العمل العضلي : و يشمل الجهد الذي يبذله
الإنسان في سبيل إنتاج الأموال الإقتصادية .
بـ - العمل الذهني : وهو نوع من العمل غالباً ما
يوجه العمل العضلي و يساعده في إنتاج الأموال الإقتصادية كالتنظيم (الإستحداث ).
3 )) الموارد المصنوعة : هي
جميع الأموال الإقتصادية كالسلع المادية و الخدمات التي يحصل عليها الإنسان نتيجة
الجمع بين الموارد الإقتصادية و تكفل إشباع الحاجات بشكل مباشر أو غير مباشر .
و تصنف ضمن نوعين :
أ – السلع و الخدمات
الإستهلاكية : وهي جميع الأموال الإقتصادية القابلة لإشباع الحاجات بشكل مباشر و
نميز نوعين :
سلع الإستهلاك الآني : وهي السلع و الخدمات التي تفنى بمجرد استخدامها في اشباع
الحاجة .
سلع الإستهلاك المعمر : هي السلع التي يتكرر استخدامها في إشباع الحاجة مرات
متعددة خلال فترة زمنية معينة .
بـ - السلع الإنتاجية : هي جميع
الأموال الإقتصادية التي تستخدم في سبيل انتاج السلع الإستهلاكية أي تلك التي لا
تستخدم في إشباع الحاجات بشكل مباشر مثل : الآلات , المعدات , ...
و يفرق بين نوعين :
السلع الوسيطة : هي السلع التي تستخدم مرة واحدة في العملية الإنتاجية , وتدخل
عادة بكاملها في السلع المنتجة , مثل : القطن . أو أن تستهلك دفعة واحدة في عملية
انتاجية واحدة , مثل : البترول .
السلع الرأسمالية : هي السلع التي تستخدم أكثر من مرة في العملية الإنتاجية و يتم
بواسطتها انتاج سلع أٌخرى . أي أنها لا تدخل مادياً في السلع المنتجة و إنما يدخل
ما فقدته من قيمة في قيمة السلعة المنتجة و هي بالتالي لا تفنى في عملية انتاجية
واحدة مثل الآلات .
و الجدير بالذكر هو عدم وجود
فاصلة تماماً بين أنواع السلع .
إذ أن تصنيف السلع يتوقف على
الوجهة التي خصصت السلعة لاستخدامها .
فالسيارة مثلاً يمكن أن تكون
سلعة استهلاكية معمرة إذا استخدمت من قبل الفرد لقضاء حاجاته بينما هي سلعة
رأسمالية إذا استخدمت مثلاّ للنقل في مصنع .
انتهت المحاضرة الرابعة
0 التعليقات: