26‏/06‏/2016

المحاضرة الرابعة -4- لمادة مدخل الى علم الاقتصاد

 

المحاضرة الرابعة -4- لمادة مدخل الى علم الاقتصاد

ثانياً : الأنظمة الإقتصادية الثانوية :
1 – نظام الطوائف :
يتسم باعتماده على تنظيمات مهنية تسمى بالطوائف و تضم كل العاملين في المهنة .
طبق هذا النظام في مراحل تاريخية معينة تميزت بسيطرة سلطة ديكتاتورية مثل ما حدث في النظام النازي بألمانيا .
وكان نتيجة للأزمات التي عرفتها الدول الرأسمالية بين الحربين و التناقضات الداخلية للنظام الرأسمالي .
أما خصائصه فهي :
أ – من ناحية الدوافع : فالهدف الأساسي هو خلق انسجام بين الطبقات التي تكون المجتمع و جمع رأس المال و العمل في حركة واحدة لرفع المستوى الإقتصادي .
بـ - من الناحية القانونية : يعتمد على الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج على أساس خضوع هذه الملكية للقوانين و المواثيق التي تضعها الطوائف .
جـ - من الناحية التقنية : اعتمدت على تقنية متقدمة لأنها بنيت على أساس النظام الرأسمالي .
2 – النظام التعاوني :
النظام التعاوني هامشي لأن تطبيقه جزئياً فقط فهو يتعايش مع أنظمة سياسية أو داخلها .
فالقطاع التعاوني بالنظام الرأسمالي يظهر من خلال مشاركة المنتجين أو المستهلكين في عملية الإنتاج أو عملية الإستهلاك . و يخضع القطاع التعاوني في آخر الأمر إلى قواعد النظام الرأسمالي السائد و إلى تأثير السوق .
أما في النظام الإشتراكي فيسود أساساً في قطاع الزراعة , و يخضع إلى الخطة الإقتصادية العامة للدولة .
التصنيف الثاني :
وهو الذي أخذت به الماركسية و يقوم على طبيعة الملكية لعناصر الإنتاج .
يرتكز الإسلوب الفلسفي لهذا التصنيف على مقولة : (التشكيلة الإجتماعية الإقتصادية ) التي تتألف من ثلاثة عناصر :
اسلوب الإنتاج – البنيان التحتي – البنيان الفوقي
أ – اسلوب الإنتاج :
و يتألف من جانبين :
 القوى المنتجة : هي تعبير عن علاقة الإنسان بالطبيعة و تطور درجة وعيه لها و سيادته عليها.Œ
 علاقات الإنتاج : تعبر عن العلاقات التي تنشأ بين الناس من جراء قيامهم بالعمل للحصول على
الخيرات المادية في مجرى تعاملهم مع الطبيعة .
إن علاقات الإنتاج التي تقوم بين الناس إما علاقات سياسة و خضوع و إما علاقات تعاون و مشاركة .
أما المعيار المحدد لطبيعة علاقات الإنتاج فتراه الماركسية في شكل ملكية أدوات و وسائل الإنتاج فإذا كانت مملوكة من قبل فئة معينة فستنشأ علاقات ذات طابع طبقي . أما إذا كانت مملوكة من قبل كافة أفراد المجتمع فستنشأ علاقات تعاون ومشاركة .
و ترى الماركسية أن مستوى تطور أدوات و وسائل الإنتاج يحدد طبيعة العلاقات الإنتاجية .
و ترى أيضاً أن هناك وحدة و تلازم بين القوى المنتجة و علاقات الإنتاج و تتجلى هذه الوحدة في اسلوب الإنتاج .
القوى المنتجة تتميز بديناميكية و سرعة حركتها بالمقارنة مع حركة تطور علاقات الإنتاج , الأمر الذي يجعل تطور القوى المنتجة يسبق تطور علاقات الإنتاج و يتحول التوافق بينهما إلى تناقض .
و عندما يبلغ تطور القوى المنتجة مستوى كبيراً جداً يزداد التناقض و تصبح علاقات الإنتاج عائقا أمام استمرار تطور القوى المنتجة , الأمر الذي يؤدي إلى انهيار اسوب الإنتاج .
بـ - البنيان التحتي و البنيان الفوقي :
البنيان التحتي : مجموعة علاقات الإنتاج القائمة على شكل الملكية وما يتولد عنها من علاقات بين الناس في عمليات الإنتاج و التبادل و التوزيع . اذاً مضمون البنيان التحتي هو البنية الاقتصادية التي تحدد الصفة النوعية لكل تشكيلة اجتماعية اقتصادية .
البنيان الفوقي : مجموعة الظواهر و التطورات الإجتماعية و السياسية و القانونية و الفكرية و الدينية و الفلسفية و غيرها أو ما يشكل مجموعة الخصائص الروحية و الاجتماعية أو الضمير الإجتماعي للتشكيلة .
إن لكل تشكيلة اجتماعية – اقتصادية قاعدة خاصة بها هي البنية الإقتصادية و بناءً فوقياً يتلائم معها و يتصل بها بصورة وثيقة و يحدد الخصائص الإجتماعية و الروحية لها .

المبحث الرابع : المشكلة الاقتصادية
المورد أو المال الإقتصادي : هو الشيء القابل لتلبية حاجة انسانية سواء بشكل مباشر أو غير مباشر شريطة ألا يكون حراً .
الحاجة الإنسانية : هي الرغبة في الحصول على شيء معين تلبية لشعور معين .
المشكلة الإقتصادية (مهم): هي معضلة التوفيق "الموازنة" بين الموارد الإقتصادية المحدودة و الحاجات الإنسانية غير المحدودة .
الندرة : هي صفة المحدودية التي تتصف بها الموارد الإقتصادية .
خصائص المشكلة الإقتصادية :
1 ) المشكلة الإقتصادية نسبية :
و تبدو النسبية في العلاقة بين الموارد و الحاجات , ليس فقط من حيث كمياتها مطلقة , إذ قد يكون الحجم المتوفر من مورد ما كبيراً جداً , ومع ذلك يعتبر هذا المورد نادراً , ذلك لأن الحاجة إليه تفوق ما ينتج منه رغم ضخامته .
كما تبدو نسبية المشكلة الإقتصادية لدى المقارنة بين المجتمعات فعلى الرغم من وجود المشكلة الإقتصادية بالنسبة لجميع المجتمعات على اختلاف أنظمتها و درجات تطورها , إلا أن درجة حدتها و القدرة على مواجهتها تختلف من مجتمع لآخر .
فالمشكلة الإقتصادية أكثر حدة في الدول النامية و ذلك بسبب :
 الموارد فيها ضئيلة أو إن ما يستفاد منها في إشباع الحاجات ضئيل . وغالباً ما لا يكفي 
ذلك الإنتاج ما يلزم لإشباع الحاجات الأساسية .
 تزايد الحاجات الأُخرى نتيجة اتصال أبنائها بالمجتمعات المتقدمة و محاولتهم محاكاة
أنماطها الإستهلاكية .
 لا تستطيع أن تحشد قدراً كافياً منها للإستثمار لبناء طاقة انتاجية ضرورية لتنميتها وذلك
بسبب ضئالة مواردها .
أما المجتمعات المتقدمة فالموارد الإقتصادية فيها و إن كانت لا تكفي لإشباع جميع الحاجات إلا أنها كافية على الأقل لإشباع الحاجات الأساسية بالإضافة إلى أن الحجم الكبير نسبياً من الموارد المتوفرة فيها يسمح بحشد قدر أكبر للإستثمار و تحقيق معدل أكبر للتنمية .
2 ) الإختيار و التضحية :
إن مشكلة الندرة تحتم ضرورة التضحية ببعض الحاجات من أجل إشباع البعض الآخر .
الإختيار : هو تلك العملية التي تتم من خلالها المفاضلة بين الحاجات التي قرر الفرد و المجتمع إشباعها و بين الموارد الإقتصادية التي يمكن الحصول عليها لإشباع الحاجات المفضلة .
و عملية الإختيار ليست عفوية و إنما ينبغي أن تجري وفق متطلبات (المنطق الإقتصادي) .
الذي يقضي أن يتم إشباع أكبر قدر ممكن من الحاجات بأقل قدر ممكن من الموارد الإقتصادية
3 ) المشكلة الإقتصادية مركبة :
أي إن المشكلة الإقتصادية تتألف من عدد من المشاكل تظهر عند التصدي لها :
المشكلة الأولى : وهي مشكلة فنية تنحدر من الموارد غالباً مالا تصلح – في صورتها الأولى- لإشباع الحاجات .
و تجد هذه المشكلة حلها في إلتجاء الإنسان إلى تحوير الموارد الطبيعية ليخلق فيها المنفعة .
عملية التحوير تقتضي صراعاً بين الإنسان و الطبيعة تحكمه قوانين طبيعية ثابتة و عامة و أوضاع فنية تختلف تبعاً للزمان و المكان و تحدد هذه القوانين و الأوضاع الفنية بالفن الإنتاجي أو (بالتكنولوجيا).
إن عملية التحوير لما هو موجود في الطبيعة من موارد وجعله صالحاً لإشباع الحاجات يطلق عليها ( الانتاج ) .
المشكلة الثانية : هي مشكلة توزيع المنتجات على المستهلكين وضرورة اختيار القواعد التي تكفل هذا التوزيع وهو ما يثير أيضاً مشكلة اختيار نوع النظام الإجتماعي و الإقتصادي .
المشكلة الثالثة : هي مشكلة توزيع الموارد , فهي مزدوجة لأنها تشمل توزيع الموارد على فروع الإنتاج و بالتالي تحديد حجم كل فرع من فروع الإنتاج وما يستغل من موارد من جهة . وتشمل توزيع المنتجات على الحاجات و بالتالي تحديد الحاجات التي تشبع و الحاجات التي تحرم من الإشباع من جهة أُخرى .
عناصر المشكلة الإقتصادية :
عنصرين : الحاجات الإقتصادية و الموارد الإقتصادية .

الحاجة بالمفهوم الإقتصادي : هي الرغبة في الحصول على شيء معين بصرف النظر عما إذا كان هذا الشيء ضاراً أو ممنوعاً من الوجهة الصحية أو الأخلاقية .
هذا يعني أن الحاجة أساساً حالة نفسية يشعر الفرد بمقتضاها بميل نحو شيء ما من أجل القضاء على إحساس الألم و لكي ينقلب إلى حاجة اقتصادية لابد من توفر شروط معينة .
فالذي يفرق الحاجة الإقتصادية عن الحاجة غير الإقتصادية ليست الرغبة أو الميل , إذ إنهما متوافران في كليهما , بل هي طبيعة وسيلة إشباع الحاجة , أي طبيعة موضوع الحاجة .
لكن الحاجة لا تثير أي إهتمام إذا لم يكن صاحب الحاجة قادراً على الحصول على المال الاقتصادي , أي أن تترجم الحاجة إلى طلب حقيقي على المال الإقتصادي .
تعريف الحاجة الإقتصادية : - مهم – هي شعور شخصي بالرغبة في الحصول على مال إقتصادي مع توافر إمكانية تحقيق هذه الرغبة .
خصائص الحاجة الإقتصادية :
1 )) تعددها و صعوبة حصرها : من العسير جداً حصر حاجات الأفراد فكلما تطورت البشرية كلما زادت حاجات الإنسان معها .
2 )) نسبية الحاجة : إن حاجات الإنسان في الوقت الحاضر لا تمثل جميعها انعكاسات لضرورات حيوية بقدر ما هي تعبير عن أوضاع تحكمها ظروف الزمان و المكان .
3 )) قابلية الحاجة للإشباع : إي إن قدراً معيناً من الأموال الإقتصادية يكفي لإشباعها .
4 )) قابلية الحاجة للإنقسام :
أي إن الاحاجة قابلة للإشباع الكلي أو الجزئي , وهذا يعني أنه كلما تلقت الحاجة قدراً من الإشباع خفت حدتها .
قابلية الأموال ( الموارد ) للإنقسام هي التي تسمح بتصور انقسام الحاجة أما سبب انقسام الحاجة فيعود إلى طبيعة الإنسان .
5 )) قابلية الحاجة للإستبدال :
تتوقف قابلية الحلول بين الحاجات على مقدار التقارب بينها .
الإحلال قد يكون كاملاً أو جزئياً و يتوقف ذلك على تقدير صاحب الحاجة .
تصنيف الحاجات الإقتصادية :
 _ تصنيف الحاجات من الوجهة التاريخية :A
 الحاجات الأولية (الحاجات البيولوجية) : هي الحاجات التي تتولد مع الإنسان اللازمة لحفظ ï
وجوده كالغذاء و الكساء و السكن .
 الحاجات الحضارية : هي الحاجات التي تنشأ مع تطور الإنسان وتطور الوسط الذي يعيش فيه ,ï
كالحاجة إلى التعليم .
_ تصنيف الحاجات من حيث طبيعتها :  
 الحاجة المادية : كالحاجة إلى المسكن و الغذاء .
 الحاجة غير المادية : كالحاجة إلى التعليم و ..


المورد هو كل ما يصلح لإشباع الحاجات الإنسانية .
الموارد الحرة : هي الموارد التي تكون متوفرة بصورة تفيض عن الحاجة كالهواء و أشعة الشمس ولا تدخل ضمن مفهوم المورد الإقتصادي .
معيار التفريق بين المورد الإقتصادي و المورد غير الإقتصادي : هو معيار الندرة
أي الندرة النسبية وهي محدودية الموارد بالنسبة لكل الحاجات التي يمكن أن يصلح لإشباعها و يؤكد الإقتصاديون على ندرة المورد بالسعر الذي يدفع مقابل الحصول عليه .
المورد الإقتصادي : هو كل مورد له سعر مهما كان السعر ضئيلاً .
المورد الإقتصادي : هو كل جهد أو شيء يمكن استعماله من أجل خلق الموارد الإقتصادية القابلة لإشباع الحاجات .
تصنيف الموارد الإقتصادية :
1 )) الموارد الطبيعية : ويرمز لها بتعبير " الأرض " وتشمل كل ما تحتويه الطبيعة و يمكن استعماله في إنتاج الأموال الإقتصادية سواءً أكان تحت الأرض أم على سطحها أو في أجوائها .
2 )) الموارد البشرية : وتتألف من القدرات الإنسانية التوفرة في المجتمع و يمكن استعمالها في عملية انتاج الأموال الإقتصادية و تقسم إلى قسمين :
أ – العمل العضلي : و يشمل الجهد الذي يبذله الإنسان في سبيل إنتاج الأموال الإقتصادية .
بـ - العمل الذهني : وهو نوع من العمل غالباً ما يوجه العمل العضلي و يساعده في إنتاج الأموال الإقتصادية كالتنظيم (الإستحداث ).
3 )) الموارد المصنوعة : هي جميع الأموال الإقتصادية كالسلع المادية و الخدمات التي يحصل عليها الإنسان نتيجة الجمع بين الموارد الإقتصادية و تكفل إشباع الحاجات بشكل مباشر أو غير مباشر .
و تصنف ضمن نوعين :
أ – السلع و الخدمات الإستهلاكية : وهي جميع الأموال الإقتصادية القابلة لإشباع الحاجات بشكل مباشر و نميز نوعين :
  سلع الإستهلاك الآني : وهي السلع و الخدمات التي تفنى بمجرد استخدامها في اشباع الحاجة .
سلع الإستهلاك المعمر : هي السلع التي يتكرر استخدامها في إشباع الحاجة مرات متعددة خلال فترة زمنية معينة .
بـ - السلع الإنتاجية : هي جميع الأموال الإقتصادية التي تستخدم في سبيل انتاج السلع الإستهلاكية أي تلك التي لا تستخدم في إشباع الحاجات بشكل مباشر مثل : الآلات , المعدات , ...
و يفرق بين نوعين :
Œ السلع الوسيطة : هي السلع التي تستخدم مرة واحدة في العملية الإنتاجية , وتدخل عادة بكاملها في السلع المنتجة , مثل : القطن . أو أن تستهلك دفعة واحدة في عملية انتاجية واحدة , مثل : البترول .
 السلع الرأسمالية : هي السلع التي تستخدم أكثر من مرة في العملية الإنتاجية و يتم بواسطتها انتاج سلع أٌخرى . أي أنها لا تدخل مادياً في السلع المنتجة و إنما يدخل ما فقدته من قيمة في قيمة السلعة المنتجة و هي بالتالي لا تفنى في عملية انتاجية واحدة مثل الآلات .
و الجدير بالذكر هو عدم وجود فاصلة تماماً بين أنواع السلع .
إذ أن تصنيف السلع يتوقف على الوجهة التي خصصت السلعة لاستخدامها .
فالسيارة مثلاً يمكن أن تكون سلعة استهلاكية معمرة إذا استخدمت من قبل الفرد لقضاء حاجاته بينما هي سلعة رأسمالية إذا استخدمت مثلاّ للنقل في مصنع .
انتهت المحاضرة الرابعة


0 التعليقات: