26‏/06‏/2016

المحاضرة السابعة -7- في مدخل الى علم الاقتصاد


المحاضرة السابعة -7- في مدخل الى علم الاقتصاد


المبحث الثالث :
تقييم الأفكار و السياسات المركانتيلية
المركانتيلية لم تكن مدرسة فكرية , ولم تنظر هي نفسها إلى الاقتصاد كعلم . لكن نزع صفة العلمية عن المركانتيلية لا يقلل من شأن الأفكار التي نادت بها . و خصوصاً بعد إعادة الإهتمام و التقدير التي أولاها إياها كينز .
ولتقييم المركانتيلية على صعيد الفكر و السياسات الاقتصادية نورد النقاط التالية :
1 )) على صعيد النظرية : لم يتوصل الفكر المركانتيلي إلى دراسة موضوعية لمسألة القيمة , لذلك لم يعرف المركانتيليون وظيفة النقد كمقياس للقيمة .
2 )) على صعيد السياسة الاقتصادية : أدت السياسة التي تم اتباعها للحصول على ميزان تجاري رابح إلى نتائج خطيرة أدت للتنافس و التناحر بين الدول و إقامة الحواجز الجمركية و فرض ضرائب على المستوردات الأجنبية .
3 )) على صعيد المنافسة العالمية : السياسة التي اتبعتها فرنسا من أجل تخفيض سعر القمح و تخفيض إجرة اليد العاملة من أجل تخفيض تكاليف الإنتاج و بالتالي زيادة الصادرات و الوصول إلى ميزان تجاري رابح , أدت إلى افقار الفلاحين و إهمال الزراعة .
4 )) إن تأكيد المركانتيليين على اعتبار النقد مستودعاً للقيمة و سعيهم للحصول على أكبر ما يمكن من المعادن الثمينة أدى إلى ارتفاع الأسعار في الداخل .
5 )) عندما انتقلت الأفكار النقدية المركانتيلية التي تعتمد على الذهب و الفضة إلى النقد الورقي  الذي أصدرة الصيرفي الاسكوتلندي *جان لو* في فرنسا أدى إلى تضخم نقدي كبير و بداية انهيار النظام النقدي المركانتيلي .
6 )) المركانتيلية تمثل بداية مرحلة التراكم الرأسمالي على الصعيد العالمي و ذلك بسبب :
أ – زيادة الأسعار الناتجة عن تدفق الذهب و الفضة إلى أوربا .
بـ - تشجيع الصناعة و التمركز الرأسمالي الذي اعتمدته المركانتيلية الفرنسية من أجل الحصول على ميزان تجاري رابح .
جـ - نمو التجارة الخارجية و ظهور مبدأ التبادل لصالح الأقوى اقتصادياً .
جملة هذه المعطيات تشير إلى اعتبار المركانتيلية مقدمة لنشوء البرجوازية و بداية عصر الاستغلال على الصعيد العالمي .
7 )) تطورت المركانتيلية من الدعوة إلى سيطرة الدولة و دورها المهم إلى الدعوة إلى القانون الطبيعي الذي يحكم الفعاليات نتيجة تدفق الذهب , كما اتجه التفكير في نهاية المرحلة المركانتيلية إلى الاهتمام بالأفراد و ضرورة إعطاء الحرية لهؤلاء الأفراد الذين يعرفون مصلحتهم أكثر مما تعرفها الدولة .

الباب الثاني
تشكل علم الاقتصاد و نشوء مذهب الحرية الإقتصادية
الفصل الأول
الاعتقاد بالقوانين الطبيعية
بدأت مرحلة نشوء علم الاقتصاد حين اعتقد مفكرو القرن الثامن عشر أن هناك تشابهاً بين جسم الانسان و الجسم الإجتماعي حتى أن *بيتي و كه نه* يتحدثان عن " تشريح اجتماعي " و يحاولان دراسة دوران الدخل بين الطبقات الإجتماعية عن طريق دراسة دوران الدم في الجسم .
أول الاقتصاديين الذين اعتقدوا بوجود القوانين الطبيعية هو الاقتصادي *مونتسيكو* .
المبحث الأول :
القانون الطبيعي قبل القرن الثامن عشر
تمتد أصول القانون الطبيعي عميقاً في التاريخ حتى أن أرسطو تحدث عن " الطبيعي " و عنده يعني العادل .
ثم تطور مفهوم " الطبيعي " من كونه " عادلاً " إلى " الملائم للصالح العام " و هذا ما نجده عند القديس *توما الأكويني* , إلا أن ذلك لم يشكل خطوة باتجاه عقلية علمية في تحليل الواقع .
يتلخص القانون الطبيعي لدى اقتصاديي ما قبل القرن الثامن عشر في عدم امكانية وقوف التشريع ضد طبيعة الأشياء .
المبحث الثاني :
القانون الطبيعي في القرن الثامن عشر
يعتقد أنصار القانون الطبيعي أن الإنسان حتى يكون سعيداً يجب تركه حراً , و أن هذا القانون من عند الإله لسعادة الإنسان .
يعتقد الفلاسفة " الطبيعيون " أن الانسان الحقيقي انسان غير مثالي من ناحية أو مهووس بالبحث عن منافعه الخاصة فقط من ناحية أُخرى .
تتميز كتابات الفيزوقراطيين بين الوصف و النصيحة , بين الحقيقة و المثالية .
استمر التفكير حول القانون الطبيعي حتى القرن التاسع عشر تقريباً , ففي فرنسا كان الهدف الرئيسي للفكر الاقتصادي هو دراسة أفضل التشريعات و القوانين الاقتصادية .
أما في انكلترا فإن الذين تحدثوا عن القوانين الطبيعية كانوا يريدون منها شرح العلاقات الفردية التي تربط الظواهر الاقتصادية .
هكذا نرى التفاؤلية الواضحة في الفكر الكلاسيكي بسبب الإيمان بالقوانين الطبيعية التي تترجم بالحرية الإقتصادية .
المبحث الثالث :
القانون الطبيعي عند رواد المدرسة الكلاسيكية
أولاً : ويليام بيتي :
يعتقد بالقوانين الطبيعية و يقول أن هناك احتمالية و عمقاً للقوانين المدنية ضد القوانين الطبيعية , وهذا ما دعاه إلى أول دفاع ضد تدخل الدولة في الحياة العامة .
تضمنت أفكاره ثلاث نظريات تخص الإنتاج و التبادل و التوزيع :
أ – بالنسبة للإنتاج بيَّن أن عوامل الانتاج هي عاملا العمل و الأرض فقط و يعتقد أن العمل هو أب الثروة أما الأرض فأمها . أما رأس المال فيضيفه إلى العمل و يميز بين نوعين من العمل هما : العمل الحاضر و العمل الماضي و يعتبر رأس المال كعمل متراكم .
و يرجح أهمية عنصر العمل على الأرض .
بـ - بالنسبة للتبادل فيعتقد أنه يخضع لقوانين طبيعية فالأسعار في تغيرها ستعود عاجلاً أو آجلاً إلى مستواها الطبيعي و العامل الأكثر حسماً في تشكيل الأسعار هو سعر تكاليف الإنتاج , و بين تلك التكاليف فإن (أجرة العمل) هو الأكثر أهمية .
جـ - بالنسية للتوزيع ميَّز بين ثلاثة أنواع من الدخول وهي : ريع الملكية و الفائدة و الأجر , و لم يتحدث إلا قليلاً عن الريع .
أما الفائدة فقد وقف موقفاً معادياً لتحديد نسبتها مبيناً أن ذلك (سعر) ولذا فالدولة لا تنجح في تثبيت هذا السعر .
أما الاجور فيعتقد أنه يجب أن ترتفع حتى يعمل المأجورون بشكلٍ أفضل . و لهذا السبب (أي المطالبة برفع أجور العمال) لقي إعجاب *كارل ماركس* الذي دعاه " أب الاقتصاد السياسي " .
ثانياً : كوندياك :           
لا يوافق *كه نه* على اعتبار الزراعة النشاط الاقتصادي الوحيد المنتج , و ذلك لأن الانتاج يمكن أن يكون عن طريق إعطاء شكل جديد للمادة و ليس بالضرورة خلق المادة .
أهم أعماله : هي إدخاله علم النفس في الاقتصاد السياسي نظراً لدوره كدافع اقتصادي عند البحث عن المنفعة الشخصية . وتقديمه لنظريه منسجمة في القيمة , فتوصل إلى أن قيمة السلعة يمكن أن تتبع لعنصري المنفعة و الندرة  .
أما فيما يتعلق بالتبادل , فإن كوندياك ينطلق من فكرة أن كل طرف يبادل الفائض الذي يملكه فيما يحتاج إليه .
أما بالنسبة لنظريته في توزيع الدخول فيميز بين أربع أنواع من الحاصلين عليها : فئة الرأسماليين , فئة العقاريين , فئة المقاولين , فئة العمال المأجورين .
انتهت المحاضرة السابعة

0 التعليقات: